مقال دكتور ابراهيم نجيب رئيس الحزب الليبرالي عن العدالة الانتقالية

العدالة الانتقالية
الحكومة الإنتقالية/العدالة الإنتقالية
فك الارتباط
“إن أكثر الأشياء صعوبة لديمقراطي هو أن يضطر الي شرح أهمية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة لديمقراطي آخر”
ابراهيم النجيب
لكي أبدأ هذا المقال يجب أن أوضح اني لن أخوض كثيرا فى شرح ماهية الحكومة كواحدة من أقدم المؤسسات السياسية ضربا فى التاريخ ولن اشرح اهميتها كواحدة من اساليب أنظمة السلطة ، وبهذا سأكون أخللت بالمقال خللا وظيفيا سأعالجه بقليل تعريف حتى انصرف للقضية الأساسية هنا وهي عنوان المقال ، وذلك تجنبا لمشقة طول المقالة التى دائما ما يشتكيها القراء .
يجب أن التنبه أن هذه المفاهيم السياسية هي (مفاهيم) بمعني اتساعها عن دائرة التعريف اللغوي المجرد إلى معاني وقيم مفهومة بالطبع خلال السياق واللغة ، لكنها غير محدودة بها
تعريف الحكومة : هي مجموعة من الناس يمارسون السلطة على رقعة جغرافية معينة ، ينفذون و/أو يضعون القوانين التى تحكم الحياة العامة وتنظمها ويمارسون السلطة وفق حقوق مختلفة منحت لهم أو حازوها بالقوة
أنواع الحكومات : يمكن للقارئ مراجعة أنواع الحكومات وفق تصنيفات تقسيم مختلفة من كتب السياسة أو من الانترنت ، انا هنا مهتم بتصنيفها وفقا لحالة الحكم وطبيعتة فى بلد ما .
*الحكومات مهما كان نوعها دائما تتكون من أقلية عددية ولايمكن ان يكون كل الشعب يحكم فعليا*
1-الحكومة الديمقراطية : وهي حكومة مستقر لها أمر الحكم بتفويض غالب الشعب تعمل وفقا لنظام حكم معد سلفا وتنفذ سياسات تخصصها لجذب منتخبين جدد لانتخابات قادمة ، وهي أنواع كثيرة أكثرها قبولا هي حكومة الديمقراطية الدستورية التى تقلل ظل السلطة لدي الأفراد وتوسع دائرة انتشار السلطة إلى أكبر قاعدة ممكنة مع أقل سلطة للفرد الواحد
2-الحكومة الديكتاتورية : وهي حكومة حازت السلطة بالقوة أو منحت سلطة ثم تنكرت لمصدر السلطة وتحكمت بقوة السلطة على مصدر قرار منح السلطات ونفذت سياسات لاتخص سوي الأقلية التى بالحكم .
3.الحكومة الفنية : حكومة الكفاءات وهي حكومة تتحكم فيها قلة فنية حازت على تقبل فرقاء سياسيين للإدارة السياسية لحين الفراغ من تشكيل نظام سياسي جديد او الاتفاق على القديم بين الفرقاء ، و يمتلك السلطة فيها فعليا الفرقاء السياسيين لكن يترك أمر التنفيذ لفنيون متخصصون
*فى كل الأنواع الثلاثة سابقا هناك نمط حكم سائد تختلف تفاصيله لكنه يتفق على محتوي معين ، وهو النمط إلا فى الحالة الرابعة بمعناها الحديث*
4-الحكومة الانتقالية (حكومة الصباح_ترجمة حرفية)
Provisional government , morning government , transitional government
هي حكومة توافق جزئي أو كامل بين مكونات سياسية لبلد ما أو دائرة اختصاص سلطوي تعمل بين نظامين سياسيين بدون تحديد توجه سياسي معين ، لتمنع الفراغ الدستوري والترتيب لنظام سياسي جديد ، وهي عادة حكومة معينة بواسطة أقلية ، تتكون فى حالة انشاء دولة جديدة أو انقلاب سياسي أو الإطاحة بنظام سياسي .
تتكون هذه الحكومة بمبادئ *العدالة الانتقالية* وحتي لا يختلط على أحد لاحقا سوف اشرح هنا :
الحكومة الانتقالية تتكون بواسطة الثوار أو الذين يدفعون للتغيير وهم مادفعهم لهذا التغيير سوى الظلم والمظلومية ، ويمتلكون تصورا لهذا الظلم عاينوه وعايشوه قبل أن يدفعوا للثورة ، هذا يعني امتلاكهم تصورا لماهية الظلم ومن هو الظالم وكيفية رد المظالم مع تصورهم للنظام الجديد وبالتالي سوف يعملون على منع الظالم من التواجد بحكوماتهم أو انظمتهم الجديدة ، هذا يعني أن أي تشكيل لحكومة انتقالية هو بالضرورة يحمل بذرة العدالة الانتقالية ومداها للدارس السياسي والناقد الحصيف ، يعرف نطاقها وحيز اشتغالها ومدى شمولها
تتقسم هذه الحكومة الإنتقالية إلى أربعة أنواع حسب تصنيف البروفسيران خوان جوزيه لينز والبروفسور يوسي شاين :
أ. حكومة الوضع الراهن : أو (الحكومة الحالية – الآنية) هي حكومة معينة ومشكلة لكن يحتجز السلطة فيها الرئيس أو الرمز السياسي للنظام البائد ، وهي حكومة انتقالية ترتب لأمر انتقال السلطة وتشكيل وضع سياسي جديد باشراف النظام السابق (ما يسعى له الثوار ف فنزويلا حاليا)
ب. حكومة انتقالية تشاركية : وهي حكومة يشكل نصفها بواسطة النظام والنصف الآخر بواسطة خصمه السياسي وترتيب لأمر إعادة تشكيل السلطة ويتشارك الاثنان سلطاتها (حكومة نيفاشا سابقا)
3. حكومة الثورة الانتقالية : وهي حكومة انتقالية كاملة السلطة لدي الحكام الجدد بدون نظام سياسي مشكل بعد الإطاحة بالنظام القديم (حكومة سوار الدهب)
4. الحكومة الانتقالية الدولية : هي حكومة يمتلك السلطة فيها المجتمع الدولي لكنها يمكن أن تكون تنفيذيا بيد مواطنين محليين (ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي)
تاريخيا تشكل المفهوم بداية فى بريطانيا للتحضير لعودة الحكم الملكي خلال الثورة البريطانية وتشكل الاتحاد الايرلندي الكاثوليكي فى 1642 بعد حرب الأعوام ال11 وهذا تاريخ لايعنينا كثيرا ، تلك الحكومة اول حكومة أطلق عليها اسم الحكومة الانتقالية ، بعدها هناك سيل من تاريخ الحكومات الانتقالية لم ينتهي الي لحظتنا هذه باختلاف الأنماط وطرائق دراستها كان هناك مبدأين اساسين داخل كل حكومة انتقالية شكلا حجز زاويتها ومبرر وجودها الأساسي وهما :
1-الترتيب لنظام سياسي جديد واختيار حكومة جديدة وفقا لما اتفق عليه الذين بيدهم القرار (الشعب فى حالة السودان)
2-منع الفراغ الدستوري بسبب غياب الحكومة كآلية السلطة الأكثر كفاءة فى الاجتماع الحديث
*لا أظن اني بحاجة لشرح أن هذين المبدأين يسهل ربطهما بضرورة الحكومة الانتقالية ، ويصعب تطويل امدها وفقا لهما ، ذلك لأن :
الفراغ الدستوري يؤدي إلى الفوضي وغياب الصلاحية القضائية للدولة يوزعها فى حدود الأفراد ما يجعل شلل الدولة أمر حتمي ويفضي الي أنظمة حكم الغوغاء (غياب كامل للقانون ، قانون الغاب والقوي يأكل الضعيف) فوق توقف الحياة العامة تماما بدون الدولة مما يجعلها عرضة للتدخل الخارجي و مطمع للإرتزاق من ظل الدولة (حركات عسكرية ودينية ونهب مسلح وترويع وغني بالسرقات) فبقاء حكومة لسد هذا الفراغ ضروري وحيوي جدا ، و لصعوبة اختيارها بآليات الديمقراطية البطيئة نسبيا فإنها تعين على بقاء الترتيب والصلاحية القضائية للدولة لحين اختيار حكومة جديدة بالطريقة الجديدة مهما كانت
الثاني وهو الترتيب لأمر الدولة الجديدة ، وهو شئ سهل فكل ما على الحكومة الانتقالية ترتيبة هو ترتيب آلية انتقال سلطات متفق عليها (الديمقراطية فى حالتنا السودانية) ووضع قانون يحكم اول إنتخابات، لتتكون حكومة منتخبة تسهم فى وضع الدستور الدائم والقوانين المنظمة للحياة العامة ودواوين الحكومة (هل لاحظ أحد أن كل هذه الأشياء يمكن عملها بواسطة حكومة منتخبة)
إذا ؛ ماهو سر الخلط بين الحكومة الانتقالية والعدالة الانتقالية ؟ وماهي العدالة الانتقالية ؟
العدالة الانتقالية : هي مجموعة إجراءات وتدابير قضائية وغير قضائية تهدف إلى معالجة ورثة الأنظمة السياسية من تعديات الدولة على الحقوق والكرامة ، وتشمل لجان المصالحة وجبر الضرر ، الملاحقات القضائية ، لجان الحقيقة وتثبت الحقوق .
هل العدالة الانتقالية أيضا انتقالية كالحكومة : الإجابة لا ، العدالة الانتقالية سميت كذلك لسببين هما
1.ارتباط عملها بلجان عدالة وتدابير قضائية غير عادية فى الحياة العامة ، تهدف إلى تغطية مظلومية طويلة الأمد فى زمن قليل
2. يحدد لها سقف زمني غير مربوط بالحكومة ومن يكون بالسلطة التنفيذية ، بمعني انفصال هيئتها العملية واستقلالها عن الظل السياسي للدولة
مثال لذلك (هيئة الحقيقة الكرامة التونسية) وهي لجنة العدالة الانتقالية بعد الثورة التونسية 2011 ولاتزال تعمل برغم تبادل الحكومات تعمل وفقا للمادة 149 من الدستور التونسي
تهدف العدالة الاجتماعية إلى إعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة الجديدة وإعادة الثقة لها كواحدة من مؤسسات الدولة حتى لاتكون هناك جفوة وفجوة بين الدولة كنظام ومواطنيها كمحترمين للنظام ويدينون له .
(بمعني أن يحترم انسان فى دارفور جيش السودان مجددا يجب أن يجير ضرره ويعترف جيشه بخطاة فى القصف للقري والفرقان ويعتذر عن جريمتة ويحاسب المسئول المباشر فى ذلك ويعترف بالضحايا ويسجل اسمهم للذاكرة، ثم يعاد ذلك الإنسان لمكان سكنه الذي هجره وتقام له معينات حياة جديدة يثبت خلالها الجيش جديته فى التحول الحديث ويمارس ادواره باحترافية ويصدق دون أضرار آخر بذلك المواطن)
ماهي ضرورة العدالة الاجتماعية وهل يمكن تجاوزها فقط بإنشاء نظام جديد يحترم الإنسان ويوقره ويبره ؟ ونسيان الماضي كما فى (عفا الله عما سلف 1985) ؟
أن ارتباط الإنسان بالنظام السلطوي هو ارتباط متكامل ، أن أى محاولة لغض النظر عن العدالة الانتقالية هي محاولة سوف تنوء بفشل تقاعس الإنسان عن واجبه للدولة واخيرا تقاعس الدولة عنه لعدم مساعدته لها مع بقاء صورة الدولة كقاتل وسارق وغير موثوق بها يستحيل أن تقوم بعملها بصورة متكاملة حتى لو رغبت ، ومع بقاء الضرر وعدم جبره تتكون بذرة فناء النظام الجديد بواسطة معارضيه الجدد الذين لايرون فيه الديمقراطية كما يرون ظلمهم الكائن قبل سنين ولايرون فيه عدالة والذي يقوم بدور الشرطي هو نفس الشرطي الذي يضربهم بالنيران أو يحمي من يضرب (قوات الاحتياطي المركزي دارفور 2004_2012 نموذجا)
الثقة بين مؤسسة الدولة ومواطنيها هي شئ ضروري لبقاء الأولى وحيوي لتطويرها، وهذه الثقة لا تتأتي بدون اعتراف بالحقوق ، وارجاعها لمالكيها ، وقد كان إن سكت سكان السودان على الانقلاب على ثورتهم التى لم يمضي منها سوي أربعة أعوام بانقلاب البشير فى 1989 ، ذلك لانعدام الثقة ، وكون الدولة – فى نظرهم – مجرد تركيب فوقى لا يستفيدون منه شيئا ولايرجع لهم حقوقا سلبها نميري ثم تركوها السياسيون الجدد فى النظام الجديد .
:: رسالة لتاخذها للمنزل : العدالة الانتقالية ليست مربوطة بامد الحكومة الانتقالية ، لكن العدالة الانتقالية من يشكل المفهوم الأول في من يكون جزء من الحكومة الانتقالية ::
بعد أن عرفنا ضرورة العدالة الاجتماعية وماهيتها والحكومة الانتقالية وطبيعتها يجب أن نضع في الإعتبار :
أن طول أمد الحكومة الانتقالية هو ترتيب لإضعاف خصوم سياسيين وتقوية آخرين من أجل الفوز بانتخابات أو ترتيب الوضع الجديد حسب ما يريد المتحكم فى الأمور، وفي هذا إخلال بمفهوم العدالة الانتقالية نفسها .
مطاردة جيوب الدولة العميقة هو عملية مستمرة ، وليست شأن أعوام ويجب أن ترسخ الدولة الجديدة فى كل حين أهمية الدولة القائمة على مواطنيها من أجل مواطنيها ، لا ايدلوجيات ولا نسب رفيع يحوز فيها الاهتمام ، فقط العمل للمواطن وسوف يحرسها الأخير وقت ما وجد فيها مصالحة واحترامه الذي يجب أن يقدم لأقصي حد(مهمة أقصي حد هذه وهي نقطة إبداع السياسي الذكي)
منع حدوث الانقلاب على الثورة هو عملية يحرسها الناس ، لكنهم قد يتخلون عن هذا الدور إذا لم تقدم الدولة ما يشفع لثقتها ، عملا فى العدالة الانتقالية. . وتتقدم الشعب حكومة تحكم بأمره تؤسس لهذه الحداثة بأساليب علمية لا سياسية قديمة
أن أساس الحكم والدولة هو القاعدة ، استعمالي الكثيف لكلمة الحكومة يعني الحكومة المركزية في الخرطوم وحكومات الولايات والمحليات ، أن حكم الشعب لنفسه فى أقل درجة واوسعها انتشارا (الحكومات المحلية) هو حق لا يجب أن يسلب تحت شرعية الثورة أو غيرها ، لأنه حتى الشرعية الثورية قد تكون مدمرة على الأساس القاعدي ، (مثلا قد تهمل نقطة لدعمهما للنظام القديم أو كون رموز النظام بنحدرون منها مما يعرضها لظلم جديد قد يحتاج عدالة انتقالية اخرى فى زمن قادم) .. ولذلك منعا لحكم الغوغاء يجب أن يتم مراجعة الحكم القاعدي والمحلي بسرعة وتسليمه لأهله فى اقرب فرصة (شهور ربما)
مساء 3 فبراير 2019
نُشِرت في مقالات فكرية | أضف تعليق

ثورة جيل



الاكتفاء بلجان المقاومة خطأ
ابتعدوا عن السخط؛ واقتحموا الساحة السياسية

إن ثورة ديسمبر المجيدة لم تكن مجرد إنتفاضة ضد سلطةٍ دكتاتوريةٍ لإسقاطها من سدة الحكم، بل لابد من تعريف الثورة بالمعنى الذي يعكس المضمون الحقيقي؛ على أنه فعل تراكمي يستمر بتتابع الأحداث؛ في إنقلاب على جملة من المفاهيم والمضامين والتفاصيل التي قد تكون ملموسة على أرض الواقع ومنها ما هو معنوي في وعي الناس.
ولأن المنعرج الذي وصلت له هذه الدولة؛ يُعتبر إحدى المحكات الأكثر صعوبة من جميع النواحي، فمن الطبيعي أن تكون هذه الثورة مختلفة عن الثورات السابقة التي كُتِبت في تاريخ السودان الحديث.
إذ أنها منذ اندلاعها في ديسمبر 2018؛ وحتى الآن، فتحت كل الأبواب لإجراء جُملة من المراجعات في كافة المستويات، الأمر الذي يحتم أن يكون التغيير في هذه المرة على نطاقٍ واسع إقتصادياً واجتماعياً ما يعني أنه سيلقي بظلاله على المستوى السياسي.
فالمعلوم أن الساحة السياسية مليئة بالمعضلات والمشاكل المعقدة التي تحضر فيها العديد من التشابكات الإجتماعية التي ألقت بظلالها على نظام الحكم في السودان وأدت به إلى جملة من المشاكل؛ لم ترث منها هذه الدولة سوى التراجع منذ الإستقلال وحتى الآن.
وهذا الأمر يحتم إستمرارية الثورة. ليس بشكلها الأول الذي أخذ طابع الإنتفاضة ضد النظام الدكتاتوري، ولكن بجملة من الأشكال التي تؤثر بالضرورة على الوعي العام التي لابد من أن تستوعب تحديات هذه المرحلة من باب المسؤولية تجاه التغيير.
وفي هذه النقطة تحديداً لابد من أن تكون الشريحة المعنية بهذا الأمر هي الشريحة التي كانت فاعلة وبقوة في الإنتفاضة ضد النظام البائد. فهذه الشريحة لها مزاياها وتمظهراتها المختلفة عن الأجيال السابقة التي ثارت ضد الدكتاتوريات السابقة. ولفهم هذا الجيل؛ كان لابد من العودة قليلاً إلى الوراء؛ تحديداً في آخر ثلاثين عاماً؛ وهي الفترة التي حكم فيها نظام عمر البشير البائد.
وقتما قامت الحركة الإسلامية بالإنقلاب العسكري بقيادة عمر البشير، كانت لهذه الدولة مشاكلها المتمثلة في التعقيدات الإجتماعية نتائج الشتات الجغرافي بين الإثنيات وتفاوت الإمتيازات الإجتماعية الأمر الذي أثر سلباً على الوعي العام لدى هذا الشعب؛ رغم أنه قام بانتفاضتين أسقطتا دكتاتورية إبراهيم عبود ودكتاتورية جعفر نميري.
لكن الحال كان أفضل مقارنةً بما حدث في عهد النظام البائد، فإلى حدٍ ما كان الإرث النضالي والمعرفة التي تمتلكها شريحة طلاب الجامعات والخريجين والمهنيين كافياً لحضور المقاومة في وجه النظام في تسعينيات القرن الماضي، العقد الأول الذي كان فيه النظام البشير أشد بطشاً ووحشية في القمع.
لم يكن ما فعله النظام البائد في حق شباب ذلك العقد من الزمان كافياً لتثبيت أركانه على سدة الحكم، فلقد كان النظام البائد يعمل بجد على زيادة تشويه الوعي العام بوسائل الإعلام التقليدية، عندما أقام عزلاً على الشعب مع سبق الإصرار والترصد، لتغبيش الوعي العام بعقيدة فاسدة؛ تاجر فيها بالدين الإسلامي، على غرار ذلك التسويق لحرب الجنوب على أنه جهاد في سبيل الله.
وأكثر من ذلك؛ ومع ممارساته القمعية المتمثلة في البطش والتنكيل على المعارضين للنظام في بيوت الأشباح؛ وخطفه للشباب اليافع والإلقاء به في محرقة حرب الجنوب، والبطش بالشباب في معسكرات الجيش، دمّرت سلطة النظام البائد السلم التعليمي تدميراً جعل من الجيل اليافع الذي تفتح للدنيا في عهدهم خانعاً وخاضعاً له بالكامل.
فنظام الثمانية أعوام في مرحلة الأساس؛ لم يكن إلا بقصد غرز عقيدة الخنوع في الجيل نفسه، بوضع التلاميذ بفارق شاسع داخل ساحة مدرسية واحدة. وكل من مر بهذه المرحلة في العهد البائد يتذكر كيف كانت ممارسات البطش حاضرة في تلك الساحة من التلاميذ الأكبر سناً تجاه من هم أصغر سناً.
برع نظام العهد البائد في كيفية عزل هذا الجيل عن كل أدوات الوعي والنضج المطلوب لفهم متطلبات الحياة كما يجب، وتلك المتطلبات التي تجعل الفرد على وعي كامل بتأثيره على الدولة وتأثّره بها، ومع القمع الذي مورس في حق الأجيال السابقة لجيل “الأساس” تم قطع رابط الوصل بين الأجيال السابقة واللاحقة والتي كانت من المفترض أن يتم بينهم تداول الإرث المعرفي الكافي المناهضة تلك الدكتاتورية.
وبجملة هذه الممارسات والسياسات التي انتهجها النظام الدكتاتوري السابق، تم تفريغ الجامعات السودانية من الأجيال السابقة قبل صعود النظام البائد، ودخول الأجيال الخانعة التي تربت في كنف السلطة الدكتاتورية منذ مرحلة الأساس.
ولقد كان النظام البائد محظوظاً للغاية في العقد الثاني من عمره على رأس السلطة. فوقتما دخل جيل الأساس الجامعات السودانية خانعاً، شهدت الدولة بداية الإستقرار من حرب الجنوب وتقرر فتح ملف السلام، وهو الملف الذي جعل الدولة في حالة الإستقرار في العقد الثاني من عمر النظام البائد.
وفي ذلك الوقت، إكتملت أركان التمكين للنظام البائد، ليس على مستوى المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة فحسب، بل حتى على مستوى الجامعات السودانية، باستلامها لكل أركان الجامعات بالاتحادات وبوحداتها الأمنية والجهادية، في الوقت الذي سوّقت فيه بامتياز للجيل الخانع لفكرة سوء الساحة السياسية وممارساتها وأنها الخيار الأفضل بين كل الأحزاب.
وبذلك تم عزل جيل الأساس عن الوعي السياسي الذي كان من المفترض أن يكون حاضراً للسواد الأعظم من هذا الجيل، على الأقل لفهم الدولة وليفهم كل كادر بشري دوره في هذه الدولة مع سير الأحداث على كافة المستويات داخلياً وخارجياً.
ولكن؛ ما الذي كان وبالاً على النظام البائد وأدى لسقوطه في نهاية الأمر؟
يمكن القول بأن حتمية التطور كانت هي الوبال على النظام البائد. فاقتحام التكنولوجيا ودخول عالم الإتصالات المتطور الذي جعل العالم قرية صغيرة، أخرج الوعي العام من صندوق الإعلام التقليدي الذي كان يتحكم فيه النظام البائد؛ إلى الساحة المفتوحة وهي ساحة التكنولوجيا؛ والتي تطورت بفعل مواقع التواصل الإجتماعي.
لكن ثمة عوامل أخرى أدت إلى حدوث التراكم الذي صنع ثورة ديسمبر المجيدة.
أولها:
التغيير الذي طرأ على المستوى السكاني، أثر بطريقة مباشرة بفعل زيادة الكثافة السكانية، إلى حضور جُل المكونيات الإثنية إلى العاصمة بسبب ظروف الحروب وتدني مستوى الخدمات والبنى التحتية في معظم ولايات السودان.
ثانيها:
وامتداداً للتغيير السكاني، مارس النظام شكلاً من أشكال التجارة في التعليم العالي عندما قام بزيادة كبيرة للغاية على مستوى المقاعد في العديد من الجامعات فاستقبلت كمّاً مهولاً من الطلاب من مختلف المكونات الإثنية الحاضرة في العاصمة.
وبذلك أصبحت الجامعات السودانية هي بمثابة حاضنة كبرى إحتوت بداخلها انفتاح مختلف هذه المكونات على بعضها البعض، الأمر الذي أدت شيئاً فشيئاً لخلق وعي خاص ومختلف للجيل الذي تربى في كنف النظام البائد.
ثالثها:
خلق الحواضن البديلة لفترة ما بعد الجامعات، ألا وهي حواضن الأعمال التطوعية التي شهدت إقبال كبير لنفس الجيل، والذي وجد فراغاً كبيراً نتيجة لضيق الفرص في سوق العمل الذي احتكره النظام البائد لتنظيمه الإسلامي على أساس الولاء وليس الكفاءة.
هذه الحواضن البديلة هي الأخرى ساهمت في زيادة وتيرة الوعي العام بمتطلبات تلك المرحلة، متمثلة في زيادة الدافع للانتفاض في وجه النظام البائد.
هذه العوامل؛ وعلى مدى العقد الأخير من عمر النظام البائد، ساهمت في زيادة تراكم الوعي الذي ساهم في إسقاط النظام البائد. ظهرت دوافع إسقاط النظام لأول مرة في عام 2011؛ وإن كانت المحاولة خجولة، إلا أنها ساهمت في زيادة وتيرة الحراكات في 2012 و2013 و2016 وبداية 2018 ومن ثم ديسمبر 2018 الذي كان هو الحراك الأكبر والأقوى في وجه النظام البائد.
كل هذه التفاصيل تثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الوعي العام للشريحة التي نالت تعليمها في عهد النظام البائد؛ ساهم في إسقاط البشير وزبانيته. وهو وعي يمكن له إستيعاب تحدياً هذه المرحلة والتحديات القادمة ومسار المستقبل.
إذ أن القضية الإجتماعية التي كانت هي الهاجس الأكبر؛ تجسدت رؤاها الجديدة عندما ضجت شوارع الخرطوم في وجه النظام البائد بهتافات على شاكلة “يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور”، وهو الهتاف الذي بيّن مدى إستيعاب الجيل الثائر لمشكلة دارفور، وبذلك يمكن لهذا الجيل فهم المشاكل الإجتماعية برمتها والتي ألقت بظلالها على الساحة السياسية، وبالتالي يمكن له فهم متطلبات المرحلة الجديدة؛ والمتمثلة في الحلول الجذرية لمشاكل السودان القديم.
لكن؛ ولتكتمل الرؤيا لهذا الجيل الثائر في وجه النظام البائد، فلابد له نزع صورته السابقة عن الساحة السياسية والتي التي تشكلت في عهد النظام البائد. ونزع الصورة السابقة عن الساحة السياسية بمعنى الإبتعاد عن الرفض والسخط تجاه الإحزاب السياسية السودانية، والإنخراط في المعرفة التي تمكّنه من فهم الساحة السياسية السودانية ومشاكلها المعقدة، وتبني تلك الرؤى الجديدة التي تستوعب التغيير الذي طرأ والتي من شأنها أن تعالج المشاكل الإجتماعية وتخلق أنظمة جديدة تضع جميع المكونات الإجتماعي في بوتقة واحدة تحمل في داخلها عقداً إجتماعاً جديداً ينتهي فيه مشاكل الصراعات الإجتماعية على كافة المستويات؛ حتى في الساحة السياسية نفسها.
كل ذلك يعني ضرورة أن يستوعب الشباب الحالي بضرورة إنخراطهم في الساحة السياسية بكل قوة، وضرورة تبني الرؤي المتقدمة التي من شأنها أن تخلق السودان الجديد الذي يحلم به الجميع في كل أطراف السودان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، فالجلوس بعيداً والسخط تجاه الأحزاب السياسية فقط ليس بالحل المُجدي.
كما أن الإكتفاء بدور اللجان الخدمية سيكرس طاقات الشباب في الحصر فقط على الخدمات بشكل تنفيذي، دونما أي وعي لما يحدث في الساحة السياسية السودانية. وزيادة كتلة الوعي الشبابي على المستوى السياسي هو الأمر الأكثر أهمية في ظل الظرف الراهن، لأن الجميع يعلم أن الثورة لابد لها أن تستمر لخلق التغيير على الساحة السياسية نفسها.





عماد الدين ميرغني عضو المكتب الاعلامي للحزب الليبرالي

نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق

الشباب والساحة السياسية

الشباب والساحة السياسية
ما الذي يلزم الساحة الجديدة؟

في المقال السابق الذي كان بعنوان “الإكتفاء بلجان المقاومة خطأ؛ إبتعدوا عن السخط واقتحمو الساحة السياسية” كان الاستعراض للأسباب التي عزلت الشباب عن الساحة السياسية وسبّب في تغييبهم عن الوعي السياسي، الأمر الذي كان أحد أسباب طول عمر النظام السابق.
وفي مواصلة لما كُتِب في سطور المقال السباق؛ لابد من تسليط المزيد من الأضواء على طبيعة الثورة السياسية التي لابد أن يخوضها الشباب في مواصلة لثورة التغيير التي لابد أن تطرأ على كافة المستويات في المنعرج التاريخي الحالي للدولة.
المقال السابق إستعرض التغيير الذي طرأ على المستوى السكاني، ومع التجارة التي مارستها حكومة النظام البائد على مستوى التعليم العالي؛ باستيعاب كم كبير من الطلاب في الجامعات السودانية، تمظهرت فيها تشكيلة جديدة للنسيج الإجتماعي، وبذلك أصبحت الجامعات السودانية حواضن إجتماعية لجيل الشباب الحالي.
ثم بعد ذلك تم تشكيل تلك الحواضن الإجتماعية لهذا الجيل في المرحلة البعد الجامعية، وهي نموذج مجموعات العمل التطوعي. وكانت هذه من الأسباب القوية التي ساهمت في نجاح الإنتفاضة ضد النظام البائد، باتساع رقعة الشباب التي كانت هي الشريحة الفاعلة في هذه الإنتفاضة.
الشاهد الآخر الذي يثبت هذا الأمر تحديداً؛ هو إعتصام القيادة العامة الذي استمر لشهرين، بالشكل المتماسك الذي خلق انسجاماً كبيراً بين كافة المجموعات الفاعلة داخل الإعتصام، بالإضافة للقاعدة العريضة من الشباب التي كانت حاضرة في هذا الحدث التاريخي.
إن أول اعتبار يجب تسليط الضوء عليه في هذا الأمر تحديداً؛ هو النسيج الإجتماعي لهذه الشريحة. هذا النسيج واضح عليه طابع النسيج الجديد الخارج والمتمرد على النسيج القديم للسودان المتمثل في تفكك الإثنيات المتباعدة فيما بينها.
هذا التمظهر الجديد بدأ منذ سنوات طويلة. والشاهد على هذا الأمر تحدث عنه المفكر الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد في طرحه الذي قدمه في ندوة أبوظبي الشهيرة في عام 2004، وكان مؤمناً بجيل الشباب في الجامعات السودانية، لأنه كان يرى التشكيل الإجتماعي الجديد.
ومن مقولاته المهمة التي أدلى بها في تلك الندوة: “إن عملية إعادة الطرح بطريقة وطنية ديمقراطية تعتمد على الجيل الثالث” وكان يقصد جيل الشباب، والذي أكّد عليه فيما بعد “في يوم 10 مارس خرجت مظاهرات تطالب بوقف الضرب في دارفور. وأنا خرجت في تلك المظاهرات لأشاهد هذه المطالبة؛ هل يقوم بها أبناء الفور والمساليت والزغاوة أم كل أبناء الجماعات، فوجدت أن هذه المظاهرات خرج بها أبناء الجامعات بما فيهم أبناء الفور والمساليت والزغاوة، فعرفت أن هذا الجيل هو المطلوب”.
ورغم أن مقولته هذه كانت قبل 15 عاماً من قيام ثورة ديسمبر المجيدة، إلا أن المفكر الراحل وضع تلك المعادلة بقراءته العبقرية لحاضر السودان ومستقبله؛ وذلك بعد مجهود جبار قام به في تحليله لتاريخ السودان، في أبرز مؤلفاته والتي كانت بعنوان “السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل”.
وما ينقص هذه المعادلة والذي سيظهر عاجلاً أم آجلاً كحتمية للصراع الحالي لتكملة الفترة الإنتقالية والمواصلة في درب الدولة الديمقراطية؛ هو اقتحام الشباب للساحة السياسية؛ سواء عبر الأجسام السياسية؛ أو عبر الضغط الجماهيري ولكن بوعي متراكم وبمستوى عالي قادر على فهم الساحة السياسية بتراكماته المعرفية وأدواته التحليلية.
والمهم في هذه المرحلة هو وجود الطرح السياسي الذي لابد أن ينال الإلتفاف الواسع لهذه الشريحة. هذا الطرح لابد له أن يستوعب الشباب وقضاياه؛ وبالنسيج الإجتماعي الجديد، والذي لابد أن يكون هو النسيج الكامل لهذه الدولة للوصول إلى مرحلة دولة السودان الجديد.
إن أهم الملامح التي لابد تسليط الضوء عليها هي ملامح الحرية بشكلها الحقيقي. صحيح أن تركات النظام البائد ما زالت حاضرة، إلا أن المجريات تشير إلى أن التغيير يطرأ على الكثير من المفاهيم التي تصب في مصلحة الحرية.
فالكتلة التي تستوعب الحرية بمعناها الحقيقي تسير في تزايد سريع بالشكل النوعي المطلوب. هذا السير خطع لظروف سير التطور التي وصلت إليه الدولة الحالية، وهو المعطى الأكثر أهمية الذي لابد من تسليط الضوء عليه في هذه المرحلة.
هذا المعطى من المعادلة هو التكنولوجيا؛ وثورة المعلوماتية المتمثلة في وجود ما تُسمى ب”مواقع التواصل الإجتماعي” والتي كان يسخر منها منسوبي النظام البائد، مثل الدكتاتور عمر البشير نفسه الذي كان يقول أن الحكومة لن تسقطها الواتساب والفيسبوك، فكانت الحقيقي المُرّة أن أقوى أسباب سقوطه هو الواتساب والفيسبوك الذي كان يسخر منه.
ولعل تعطيل مواقع التواصل الإجتماعي من قِبل “الهيئة القومية للإتصالات” أثبت مدى قوة تأثير التكنولوجيا على الشارع السوداني؛ الذي تزايد وعيه بشكل كبير في خدمة الثورة، بسرعة تناقل الأخبار والمعلومات وتحليلاتها.
وما زالت التكنولوجيا تلعب دورها الكبير وتساهم في التأثير على الوعي العام، وستحتم على الغالبية العظمى القبول بالحرية بشكلها الذي سيخلق سلاماً وتعايش بين الجميع عاجلاً أم آجلاً.
ورجوعاً إلى الطرح السياسي المطلوب، فإنه لابد له أن يستوعب هذه المتغيرات بشكلها الحالي ويحفز على مواصلة سير التطور على كافة المستويات. وقد أثبت الزمن أن جميع الأطروحات السياسية للأحزاب التقليدية ما عادت تسمن ولا تُغني من جوع.
فأطروحات الأحزاب السياسية التقليدية في السودان؛ لم تخدم سوى شرائح ضيقة جداً؛ لم تساهم سوى في احتكار الإمتيازات المادية، وتبعاً لذلك باتت الساحة السياسية ساحة صراع أقطاب لم يكن ضحيتها سوى هذا الشعب.
فتلك الأطروحات إما مبنية على الطائفية أو على العقائد السياسية (إسلامي- يساري) وهي بذلك لم تخلق سوى شرائح ضيقة جداً آمنت بها، ومن كفر بها حُوكِم بالإقصاء بقصد أو بغير قصد، وهو ما عانى منه السوداني طيلة 64 عاماً؛ من الإستقلال وحتى الآن.
ولا ينكر أحد أن التفكير في المصالح والإستفادة يطرق الكل، لكن رقعة المصالح والمُستهدفين فيها هو الفارق بين كل حزب سياسي وآخر. هذا ما جعل الجيل الشباب الحالي ساخطاً وناقماً على الأحزاب السياسية السودانية، وهذا ما يُحتِّم وجود ذلك الحزب الذي يبني مصالحه مع الشعب بشكل مباشر، لا مع اللوبيهات الضيقة والمجتمعات التي في الغالب تأخذ طابع الترابط الإجتماعي المبني على المعرفة الضيقة وعلاقة النسب كما هو الحال في غالبية الأحزاب التقليدية.
هذا يعني وجوب قيام الأحزاب التي تتبنى البرامج أكثر من العقائدية والطائفية، وتتبنى قضايا الحرية بالمضمون الذي يحمي الفرد في المقام الأول والمجتمع بشكل أشمل، فهذا ما يتطلع إليه الشباب السوداني.
وما يتبقى في هذه المعادلة؛ هو إنتفاض الشباب تجاه المعرفة الحقيقية التي تُعزز ثورة التغيير للساحة السياسية، وبناء الأحزاب البرامجية المتبنية للتطور على حساب الأحزاب العقائدية والطائفية، وتغيير طبيعة الممارسة في الساحة السياسية من الصراع والإقصاء إلى التنافس البنّاء.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل الأحزاب البرامجية التي تسعى للحرية الحقيقية موجودة أم لا؟، أم على الشباب تشكيل أحزاب جديدة؟، سؤال ليس للإجابة هنا، وإنما إجابته لابد أن يصنعها الشباب أنفسهم لإنجاز ما تبقى من تغيير تبعاً لثورة ديسمبر المجيدة الذي هو بالتأكيد منعرج للسودان الجديد.



عماد الدين ميرغني
عضو المكتب الاعلامي للحزب الليبرالي

نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق

بيان بخصوص المبادرة الاماراتية لمنطقة الفشقة السودانية..

الحزب الليبرالي

بيان بخصوص المبادرة الاماراتية لمنطقة الفشقة السودانية..
تابع الحزب الليبرالي منذ نهاية شهر مارس الماضي، الأنباء المتواترة من الصحف ووسائل الاعلام المحلية عن إعلان دولة الامارات العربية المتحدة عن مبادرة لحل النزاع الدائر بين السودان واثيوبيا في منطقة الفشقة ، وما تبعها من سفر مسؤولين في الحكومة الانتقالية الى دولة الامارات لمناقشة بنودها ..
بداية يؤكد الحزب الليبرالي أنه لايوجد نزاع مع اثيوبيا حول أراضي الفشقة الكبرى والصغرى فهي أراضي سودانية أصيلة وقام الجيش السوداني بإستردادها من عصابات الشفتة التي احتلتها سابقا بتواطؤ مع النظام السابق ..
كما نعلن في الحزب الليبرالي رفضنا للمبادرة الإماراتية جملة وتفصيلا بعد أن كشفت بنودها عن طرح اتفاق “قسمة” للاراضي السودانية بين اثيوبيا والامارات وليس مبادرة للحل ، تستند على أسس موثوقة وشفافة ومعروفة عالميا وهو ماينزع عنها صفة “المبادرة” ويضعها في خانة الاطماع الذاتية والانحياز للجانب الاثيوبي بشكل واضح، وهومايؤكد أن هنالك تنسيقا بين الجانب الاثيوبي والإماراتي وهو امر مفارق للأعراف الدبلوماسية الدولية والعلاقات بين الدول .
إن الحزب الليبرالي إذ يعلن رفضه يؤكد أن المبادرة فيها مساس واضح بالسيادة الوطنية، كما يؤكد الحزب أن أي مبادرة للحل لابد أن تستند على مشاورة اهل منطقة الفشقة أولا وأصحاب الأرض ولجنة الحدود السودانية الاثيوبية المعترف من البلدين والتي ظلت تعمل منذ العام 1972 على وضع نقاط الحدود وهو الامر الذي ظل الجانب الاثيوبي يماطل فيه ..
إننا في الحزب الليبرالي نؤكد على رفضنا للمبادرة الإمارتية ونثمن تحرك الجيش السوداني لطردعصابات الشفتة وإنهاء تواجدهم في الفشقة، كما نؤكد أننا من جهة أخرى نتطلع لعلاقات دبلوماسية متوازنة مع دولة الإمارات العربية المتحدة ونثمن جهودها المستمرة ووقفاتها العالية مع بلادنا في المجال الاغاثي والإنساني .
كما نترحم على أرواح جنودنا الذين سقطوا في المعارك الاخيرة لاسترداد هذه المنطقة الغالية من الوطن من أيدي عصابات الشفتة ونشدد على أن لا تفاوض على اراضي سودانية مطلقا ..
الحزب الليبرالي
13/04/2021
نُشِرت في بيانات ومواقف | أضف تعليق

دروس من اكتوبر وابريل …

القارئ لتاريخ السودان الحديث يلاحظ ان الفترة الانتقالية ما بعد ثورة اكتوبر تميزت بالصراع بين القوى الحديثة ممثلةً في اليسار والنقابات من جهة والقوى التقليدية ممثلة ً في الحزبين الكبيرين من جهة أخرى ،فقد سقطت الديكتاتورية الأولى عملياً يوم 26 اكتوبر 1964 باعلان الفريق عبود حل المجلس الاعلى وبدأ المفاوضات مع ممثلي الثورة الذين كانوا من جبهة الهيئات (تحالف قوى نقابية من اساتذة جامعة الخرطوم والمحامين والاطباء) فيما يذكرنا بتجمع المهنيين ، تميزت تلك المفاوضات باصرار العسكريين علي بقاء الجنرال عبود رأساً للدولة وباستمراره في مهامه كقائد عام للقوات المسلحة (قارن هذا باصرار المجلس العسكري الانتقالي علي الرئاسة ووزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الامن )
بعد 4 ايام من المفاوضات تم تكليف سر الختم الخليفة بتشكيل حكومة غلب عليها ممثلو جبهة الهيئات والمتعاطفون مع الحزب الشيوعي الامر الذي أدى الى عدم رضا الاحزاب التقليدية عنها فسقطت في فبراير 1965 واستبدلت بحكومة هيمن عليها حزبا الأمة والاتحادي مع جبهة الميثاق الاسلامي .
استمر عبود رأساً للدولة حتى قيامه بعزل الضباط الذين انحازوا للثورة الشعبية مستعملاً سلطاته كقائد عام مما نشر اشاعات عن نوايا انقلابية للعسكر ادت الى انفجار “ليلة المتاريس” التي ادت الى استكمال مدنية السلطة وتنحي كامل لعبود (قارن هذا مع مظاهرات مساندة شرفاء القوات المسلحة في ال 20 من فبراير 2020 التي دعت لها لجان المقاومة بالخرطوم ) .
حدث آخر يهمنا استعراضه ونحن نتأمل تاريخ ثورة اكتوبر هو ما عرف بأحداث الاحد الاسود حيث اندلعت مواجهات بين محتشديين جنوبيين والشرطة عندما كانوا في انتظار عودة “كليمن امبورو ” القيادي الجنوبي انذاك والوزير في الحكومة الانتقالية وقد خلفت تلك الاحداث حوالي 100 قتيل ‘ اضافة الى ذلك فقد فشل مؤتمر المائدة المستديرة في تلبية مطالب الجنوبيين وبالتالي ضاعت فرصة لتحقيق سلام بمخاطبة جذور مشكلة السودان في الجنوب .
من السرد التاريخي المختصر أعلاه من السهل ان نصل الى استنتاج مفاده ان الفترة الانتقالية ما بعد اكتوبر وان حققت سلطة مدنية انتقالية كاملة بمجلس سيادة مدني وحكومة مدنية الا انها اتسمت بصراع جبهة الهيئات والاحزاب كما انها اضاعت فرصة لتحقيق سلام في الجنوب فججاء الانتقال الديمقراطي منقوصاَ .
• بدأت نهاية الديكتاتورية الثانية يوم 26 مارس 1985 بمظاهرة من جامعة امدرمان الاسلامية وسرعان ما برز التجمع النقابي كتحالف للفئات المهنية على غرار جبهة الهيئات التي قادت ثورة اكتوبر فأعلن الاضراب العام والعصيان المدني الشامل في الرابع من ابريل وبعد يومين أطلت القوات المسلحة ببيان تلاه وزير الدفاع عبر الرحمن سوار الدهب معلناَ نهاية نظام مايو .
في اليوم التالي انخرط الجيش في مفاوضات مع قادة التنظيمات المهنية والعمالية اسفرت عن تشكيل مجلس عسكري انتقالي وعن حكومة مدنية ايضاَ تمسك الجيش بسيطرته على وزارتي الداخلية والدفاع والابقاء على قوانين سبتمبر .
لقد تميزت هذه الفترة الانتقالية بسيطرة الحركة الاسلامية عن طريق دفعها باحد المتعاطفين معها ليكون رئيساَ للوزراء اضافة الى رئيس المجلس العسكري نفسه الذي اصبح فيما بعد رئيساَ لمنظمة الدعوة الاسلامية ( احدى واجهات الحركة ) ومديراَ لاحدى حملات المخلوع البشير الانتخابية .
بقيت مسألة قوانين الشريعة نقطة الخلاف الرئيسية بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق (قارن هذا بسير المفاوضات مع الحركة الشعبية الان في منبر جوبا ) .
بدات مفاوضات في اثيوبيا بين الحركة الشعبية والتجمع الوطني لانقاذ البلاد مع ممثلين لحزب الامة ، قاطعت السلطة الانتقالية والجبهة الاسلامية والقومية والحزب الاتحادي هذه المفاوضات التي توجت باعلان كوكادام في 20 مارس 1986 الذي أمن على قيام مؤتمر دستوري وتشكيل حكومة جديدة بمشاركة الحركة الشعبية وذلك بعد رفع حالة الطوارئ و الغاء اتفاقيات الدفاع المشترك مع جيران السودان واعادة العمل بدستور 1956 .
فشل الاعلان بعد حملة شعواء قادتها ضده الجبهة الاسلامية القومية مع تنصل احزاب بارزة اخرى مما تم الاتفاق عليه وتواصلت الحرب في الجنوب بل ان الحركة الشعبية وصفت النظام الانتقالي بأنه امتداد لنظام المخلوع نميري وأنه ” مايو 2 ” .
وهكذا فشلت السلطة الانتقالية في تحقيق السلام في الجنوب ووقف الحرب ، كما انها لم تنجح في ازالة اكبر اثار نظام مايو الا وهي قوانين سبتمبر وتم ترحيل كثير من المشكلات الى الفترة الديمقراطية الثالثة لتولد حكومة تتسم بضعف في المشاركة الشعبية (تعذر وتأجل قيام الانتخابات في الكثير من دوائر الجنوب ) .
في الختام نخلص للاتي :
• تشكلت كلتا السلطتين الانتقاليتين ما بعد اكتوبر وابريل بعد مساومة مع جزء من النظام السابق وهم قادة القوات المسلحة ، وهو نفس ما حدث بعد ثورة ديسمبر مع ظهور عامل جديد وهو وجود قوات الدعم السريع
• تميزت كلتا الفترتين الانتقاليتين بالحرب الاعلامية بين ما يعرف “القوى الحديثة ” و” القوى التقليدية وهو ما نلمسه حتى في هذه الفترة والأمر الذي امتد حتى الفترات الديمقراطية فجاءت الديكتاتوريتان الثانية والثالثة بدعم الحزب الشيوعي والجبهة الاسلامية على التوالي
• الصراعات السياسية هي من طبيعة الديمقراطية التعددية طالما ان ذلك يتم باستخدام ادوات الحكم الديمقراطي نفسه .
• الفشل في الوصول الى السلام ادى الى ديمقراطيات هشة سرعان ما تسقط بفعل الجنرلات المدعومين بقوى سياسية
• شكلت مسألة الدين والدولة عاملاَ حاسما في تعثر الوصول الى السلام ما بعد ثورة ابريل وحتى خلال الديمقراطية الثالثة

المراجع
كتاب تاريخ السودان الحديث …روبرت او كولينز
مقال من ذاكرة التاريخ: جبهة الهيئات وحكومات 21 أكتوبر 1964 الانتقالية 1) .. بقلم: بروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه
كيفَ ولماذا نجحَ الإسلاميون في إجهاضِ انتفاضةِ أبريل 1985؟ دُروسٌ لثورةِ ديسمبر 2018 .. بقلم: د. سلمان محمد أحمد سلمان
اعلان كواكادام من كتاب جنوب السودانية في المخيلة العربية منصور خالد

عمير محمد زين عضو المكتب الاعلامي للجزب الليبرالي
نقلاً عن موقع سودان مورنينغ

نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق

تصريح حول الخطوات الاخيرة للحكومة الانتقالية

الإنتقالية تسير بخطى جيدة.. وحان دورنا لاختراق الساحة​

صرح عضو المكتب الإعلامي للحزب الليبرالي، المهندس عماد الدين ميرغني، حول الخطوات الأخيرة

التي تمت من قِبل الحكومة الإنتقالية، واصفا إياها ب”الخطى الجيدة”.
وأفاد:
من الجيد سماع الأخبار التي تفيد بحصول السودان على إعفاءات للديون الخارجية وحصوله على الدعم ومن ثم توقيع إتفاقية مبادئ أساسية مع الحركة الشعبية شمال – جناح عبد العزيز الحلو، وبذلك يمكننا القول أننا نسير بخطى حثيثة نحو تحقيق الإستقرار بالبلاد.
وأضاف:
لقد حان دورنا لاختراق الساحه، ومشاركة الجماهير هموم هذا الوطن، إذن أن توجهنا يحتم علينا أن نحقق السلام بشكل فعلي، وذلك بالعمل سويا مع الجماهير في كل المشاريع التي تحقق المصلحة العامة، وهي الخطوة الأهم، وتتطلب منا الجهد الأكبر.

نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق

بيان الذكرى الثانية لثورة ديسمبر المجيدة

بعد مضى عامين على ذكرى الثورة و 20 شهرا على سقوط البشير
تمر علينا غدا الذكرى الثانية ليوم ١٩ ديسمبر.. اليوم الذي اشتد فيه غضب الشارع ووصل نقطة اللاعودة وسجل بداية النهاية لنظام أمتد قرابة الثلاثين عاما جاثما على صدورنا كسودانيين جعلنا كلنا كسودانيين نطمح لحياة تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة والأغلبية العظمى من شعبنا تحت وطأة الحروب والفقر والجهل والمرض.
إننا إذ ننظر لتلك الحقبة من زماننا فإننا نتذكرها بمزيج من الحزن والأمل.. حزن على ماضي ملئ بالأحزان وأمل في مستقبل أفضل وقد كان في توقعاتنا أن تحمل ثورة الشعب أملا أكبر من الذي تحقق إلى الآن… وإحتمالات أكبر لحياة أفضل لأجيال المستقبل التي تأتي والوضع الآن لايبشر بذلك للأسف الشديد.
وإذ نقدم كحزب لفتة تأريخية على ماضي أيامنا القليلة السابقة فيجب أن نتذكر أننا كحزب سياسي أيضا في موقع مسؤولية معنوية وثقافية وسياسية توجب علينا أن نتحمل بعض المسؤوليات عن الوضع القائم وفي ذلك يجب أن ننبه بفشلنا في بعض اهدافنا والتي كنا قد وضعناها على الاتي :
1. تغيير موازين القوى في مجلس قوى الحرية والتغيير لصالح ديناميكية سياسية أسرع في إتخاذ القرار وأكثر مهنية في التعامل مع القضايا الإقتصادية وإشراك كامل القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير قبل سقوط النظام في 11 أبريل 2020.. وفي ذلك فقد عملنا مع بعض القوى الحليفة والخصوم السياسيين وعقدنا الكثير من الاجتماعات واللقاءات… عرقلتنا الكثير من الأيدلوجيا والإفتراضات المسبقة وقضينا أوقاتا كثيرة نشرح لبعض القوى إسمنا وعملنا ليتم تفرقته عن أعمال ميادة سوار الذهب التي لاتنتمي لنا إلا بتشابه الأسماء وليس لها من الأعمال إلا زواج مشبوه ندفع نحن ثمنه نسبة لجهل بعض قوانا السياسية .. ورغم جهودنا الكبيرة التي تشاركتها مجموعة من شبابنا بكامل جهودهم فقد فشلنا في ذلك المسعى إلى الآن رغم رغبتنا الكبيرة في تحقيق هذا الهدف فيبدو أن خطواتنا في إصلاح قوي الحرية والتغيير لم تأتي بثمار كبيرة يقطفها شعبنا ولايمكننا فقط لوم خصومنا السياسيين في ذلك على تعنتهم بل نحن نلوم نفسنا هنا على عدم إيجاد الطريقة المثلى الى الآن .. ونقدم وعدنا بالمواصلة في هذا الجهد الي تحقيق نتيجة مرضية..
2. سعي الحزب لإقناع الحكومة الانتقالية بإتخاذ إجراءات سياسية إقتصادية أكثر راديكالية تهدف إلى مخاطبة المشاكل الإقتصادية كواحدة من أسوأ أنواع الكساد الاقتصادي economic depression… وهو توصيفنا ف الحزب لهذه المعضلة.. لكن مع حوجة بعض الأيدلوجيا الحاكمة لتخفيف الحقائق وقدرتها الأكبر منا في التاثير على الحكومة الانتقالية فقد تم التعامل مع معضلة السودان الاقتصادية ك(أزمة إقتصادية) بالعموم وكشئ عارض حديث النشوء مع تجاهل تام لحقائق الأمر العلمية منها والعملية.. مما أدى في نهايته إلى تواصل الكساد يوما بعد يوم مع شبه إنعدام للحلول الكاملة وتواصل التخدير والمعاملة الجانبية بدون مواجهة فقاعات البلاد الاقتصادية والتي سوف تؤدي إلى مزيد من الكساد بدون قاع للنهاية.. وسيؤدي ذلك لاحقا لفشل البلاد واستقرارها في دوامة الفوضى وتحطمها…
ومن بين كل خطواتنا كسياسيين فإننا نأسف أشده لهذه الحالة الاقتصادية ونحمل أنفسنا كثير مسؤولية في ضرورة النمو الحزبي وزيادة التأثير السياسي حتى نضمن دخول صوت العقل داخل دماغ حكومتنا وحتى يتم التعامل مع إقتصادنا بشكل مرضى..
وإذ نعرض هاتين النقطتين كأكبر نقاط ندمنا السياسي فإننا نبسط ونجمل الكثير في القليل.. أملا” في تبسيطه للمتلقي من شعبنا وتجنب الإسهاب غير الضروري.
مواطنونا الأعزاء :
تمر علينا ذكرى ديسمبر والبلاد تعيش أصعب فتراتها على الإطلاق وأكثرها قلقا على مستقبل الصغار والأطفال وعلى أحلام الشهداء والجرحي والمفقودين.. وإذ نتذكر ذلك مع الدعاوى الكثيفة لإستغلال هذه الذكرى في دفع مطالب الثورة إلى السطح مرة أخرى فإننا نود أن نؤكد أن مطالب الشارع هي الأعلى مشروعية والأكثر إلحاحا في التنفيذ ونود أن نوضح موقفنا من بعض النقاط :
١. الحزب يدعو لضرورة الإهتمام بمعاش الناس عبر توفير الفرص للنمو الإقتصادي وبناء طبقة وسطى في السودان يكون من شأن الدولة دفع الناس تجاهها وتحسين أوضاعهم الإقتصادية لوصولها.. لا يأتي هذا بدون سياسات إقتصادية شجاعة وقوية ومدروسة للأسف لانراها إلى الآن من حكومة الثورة
٢. ضرورة إستكمال هياكل السلطة الإنتقالية لتعمل بسلاسة تؤهلها للقيام بدورها المنوط وضرورة تكوين البرلمان في أسرع فرصة ممكنة مع التركيز على توفير نسبة مقاعد للشباب ولجان المقاومة والإبتعاد عن توزيع المقاعد كغنيمة حرب لصالح أحزاب قحت
٣.ضرورة عقد إنتخابات محلية في أسرع فرصة ممكنة نقترحها في الحزب الليبرالي بمدة عام واحد حتى يختار الشعب حكامه.. وحتى لاتختارهم القوى السياسية نيابة عن شعب السودان عن طريق المحاصصة
٣.ضرورة تنظيم الحياة العامة وبسط الدولة في كل أركان السودان والقضاء على كل ما شابها من سلوكيات وأنماط إتبعها حكم المؤتمر الوطني ولاتزال قائمة للأسف
إننا إذ نطالب بذلك نعي وسع القضية وتشعب كل مطلب منها للكثير من الإجراءات والقوانين ومظاهر الدولة في كل ركن منها.. كما نعي أن مناسبة ١٩ ديسمبر ليست الوحيدة المناسبة لتلك المطالب. لكنا نذكر بها حكومة قحت كما تذكر بها مواطنينا بالشارع وان الطريق نحو التغيير لايزال طويلا بعد مضى عاميين على بدايته
عاش نضال الشعب السوداني
المجد والخلود لشهدائنا ولذكري ثورة ديسمبر
الحزب الليبرالي
18 ديسمبر 2020
نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق

الحزب الليبرالي يدعو الى وصف وظيفي محدد لطبيب الامتياز

بيان حول اضراب أطباء الامتياز

أعلنت لجنة أطباء الامتياز اضراباً عاما في عدد من المستشفيات ، شمل مستشفيات بالخرطوم ،مدني ، سنار وغيرها من المدن وذلك احتجاجاً على تأخير مرتباتهم لما يقارب السنة ( حوال 11 شهراً ) ، ان الحزب الليبرالي اذ يؤكد على حق الاضراب المشروع والحق البديهي الطبيعي في الاجر المدفوع ، وانطلاقاَ من الرفض التام لكل انوع العمل المجاني والالزامي ، يريد ان يعلن الاتي :

ضرورة التزام الحكومة ممثلةً بوزارتي الصحة والمالية بمرتبات الأطباء في موعدها او على أقل تقدير ، توضيح سبب التأخير بكل شفافية ووضوح ، وهذه من ابسط الحقوق الإنسانية ، آخذين بالاعتبار حقيقة أن مشكلات الحقل الصحي في السودان لا يمكن حلها دون معالجة معضلتي المرتبات والتدريب .

وفي هذا الاطار ندعو الى أن يكون هناك وصف وظيفي محدد يصدر عن وزارة الصحة الاتحادية يحدد بشكل تفصيلي واجبات طبيب الامتياز وحقوقه شاملاً ساعات عمل محددة في الأسبوع وان يتناسب الراتب المقدم مع عدد هذي الساعات .

ان الحزب الليبرالي اذ يساند مطالب الأطباء المشروعة ، يستغل هذه الفرصة في التذكير بضرورة الإسراع في تشكيل النقابة الديمقراطية المعبرة عنهم والمدافعة عن حقوقهم ، وذلك في وقت تحولت الاجسام التي تدعي تمثيل الأطباء الى رافعات لمشاريع سياسية معينة أغفلت القضايا النقابية الخدمية الحقيقية ..

الحزب الليبرالي
20/02/2021

نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق

الحزب الليبرالي يعلق على تصريحات مستشار حمدوك

 

وصف عضو المكتب الإعلامي للحزب الليبرالي المهندس عمادالدين ميرغني، تصريح أمجد فريد – مستشار رئيس الوزراء- بأنه تصريح فقير لقرار كارثي.
وقال في معرض حديثه:
إن تصريح السيد أمجد فريد يثبت أنه يفتقر لامتلاك المعلومات الخاصة بالمواطن السوداني، وهذا هو الناتج الطبيعي  لابتعاد الحكومة ومنتسبيها عن الشارع السوداني.
وأضاف ميرغني:
إن أبسط القرارات لابد أن تُتخَذ بُناءً على المعلومات، وإذا تم اتخاذ أي قرار في غياب المعلومات فإنه هذا القرار سيُعتبر كارثياً، وهذا الأمر هو من أبجديات الإدارة التي لابد أن يعلمها أمجد فريد ومن معه في مراكز اتخاذ القرارات.
وأتبع:
الواضح أن الحكومة حالياً عاجزة عن إجراء الحلول الإسعافية بشكل عملي وحقيقي، إذ لا فائدة من منح كل مواطن 5 دولار فقط بدعوى سد حوجاته ما لم يتم حل مشاكل الندرة التي تتم إختلاقها في السوق، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج في سبيل مواجهة العجز والتضخم، وهي مسائل تحتاج لتوافق عام وتظافر في الجهود لابد للمواطن أن يكون جزءً منها، فلا سبيل لتحييده وتخديره بوعود على شاكلة ال5 دولار.

نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق

تصريح صحفي للرفيق المهندس عماد الدين ميرغني


الخرطوم : سودان مورنينغ
فتح عضو المكتب الإعلامي للحزب الليبرالي المهندس عماد الدين ميرغني النار على الحكومة الإنتقالية وعن ما سماهم بالمتصدرين للمشهد في إشارة إلى أحزاب الحرية والتغيير البارزة في الساحة حاليا.

وقال: ميرغني في تصريح صحفي”ما يحدث الآن يبين مشكلة المتصدرين للمشهد، وهو تعاملهم مع الفترة الإنتقالية كأنها غنيمة في وقت تشهد فيه الدولة إنهيارا كاملاً وتعيش فيه حالة اللادولة.

وأضاف” حذرنا من كل ما سيحدث بدءً بنقدنا لإعلان الحرية والتغيير ومروراً بمقترحات الفترة الإنتقالية نفسها وهياكلها والروشتة الإقتصادية وملف السلام وقضايا أخرى مهمة، لكن لم يستجِب أحد من المتصدرين للمشهد، والوثائق بتواريخها تشهد.

وأردف” لم نقل بضرورة التشارك في صناعة القرار على النطاق الأوسع من فراغ عندما اقترحنا تشكيل مجلس العموم للحرية ١والتغيير، لكن يبدو أن المتصدرين للمشهد خافوا على مصالحهم الضيقة ولم يكن لديهم بُعد نظر لما قد يحدث بعد عامين فقط، وهو ما حذرنا منه أيضا.”

وتابع “الآن ونحن نشاهد هذا الإنهيار، ما زلنا ننتظر رد الفعل من الحكومة الإنتقالية والمتصدرين للحرية والتغيير، هل سيفتحوا الباب للجميع للمشاركة في صنع القرار أم سيواصلون تعنتهم وصراعاتهم فيما بينهم.”

وحذر ميرغني من أن الوضع بهذه الطريقة سيؤدي إلى الإنهيار فوق رؤوسهم قبل الجميع، في إشارة إلى المتصدرين للمشهد على حد تعبيره.

وأشار عضو الحزب الليبرالي بشأن الراهن والمستقبل قائلاً :
“الطريق بات واضحاً، إما الإتجاه لتشكيل المجلس التشريعي فوراً أو الطوفان.

ولفت إلى انهم حتى الآن لم نفتح ملف المؤتمر الدستوري لوضع الدستور الدائم لهذه الدولة ولم نفتح ملف التجهيز للإنتخابات، ويبدو أن الجميع نسى أو تناسى هذه المسألة والجميع يطالب بدولة ديمقراطية. وعلى ما يبدو أن الديمقراطية لدى المحتكرين للمشهد لا تتعدى سوى كونها شعار على شفاههم فقط وهم يتصارعون على السلطة في الفترة الإنتقالية، وهو أمر مثير للضحك.”

نُشِرت في Bez kategorii | أضف تعليق