بقلق بالغ نتابع اخر مناوشات حرب السيطرة والخداع التي يلعب طرفاها برهان وحميدتي وهي لعبة مميتة لشعبنا
تكمن خطورة لعبة البرهان وحميدتي بمصائر الناس في مكان حساس جدا.. إذ أن كلاهما كاذب في ادعائاته التي يستدعيها لكسب الناس.. فلا برهان على رأس مؤسسة تحمي الدولة فعلا و إنما تحتكرها وتبطش بخصوصها… ولا حميدتي عرف عن مطار مروي البارحة فقرر تخليصه من أيدي المصريين فصدر مقالة الفلول .. وإنما كل هذه دعاية وبروغاندا الغش والكذب والدجل بغرض إحكام يد أكبر على حلقوم الشعب والناس.
وبقلق بالغ جدا نرى تصاعد وتيرة حرب الإعلام هذه التي نعرف ان ليس في نهايتها خير او شئ مفيد لأحد.. مهما بلغت تصورات شعبنا عن نفسه او اهوائه المناطقية/العرقية/الجهوية.. فما تلك الحرب سوي مستعمل لهذه الأهواء لأهداف ليست في دفاتر الرجلين… إنما هي قناع يلبسونه عندما يحتاجونه… وفي هذه الحرب خرجت أصوات كثيرة يتم استثارتها خوفا من صوت الحرب.. انها أصوات الكراهية والدعوات للقتل والموت تحت رايات بالية.. كالقبيلة والجهوية وتلميع الجنرالات.
ونذكر متعلمينا ومثقينا ممن هم ليسوا على تصور او مخيال ببشاعة الحرب وأحزانها.. نذكرهم ونكرر :
ان حروبا كثيرة أشعلت في بلادنا بمختلف المدائح وأهواء الباطشين.. كلها لم تجلب علينا اي نفع يذكر بعد سنوات من صدوح شاديها… وظلت تأكل الدولة من أطرافها، وتدفع بها الجروبات العديدة و بسرعة الي الهاوية.. حيث انحلال الدولة النهائي و الأخير وقتل المقربين والأصدقاء والأخوة والجيران ومختلف بشاعات الحرب.. فقط هذه المرة سوف تتوسع دائرة لظاها لتشمل الكثيرين..
وهي إذ تفعل ذلك فلا أحد منتصر في النهاية الا الجنرالات يعقدون اتفاقات وهدنة تلو اخرى في عواصم ومنتجعات المدن البعيدة.. ولا أحد.. لا أحد حرفيا منهم حينها سوف يتذكر موتاكم الا غناءا وتحسسا لحجم السلطة الذي يكسبونه منهم… فوق جماجم اقربائكم ومقربيكم والذين تحبون ثم يغنون لكم من الماضي ما يوهمكم بحق الشهيد لن يأتي ابدا.. الحق الذي يسفكه الجنرال اذا تقاطعت انت وشهدائك جميعا أمام مصالحه .. فلا تدعموا الحرب ولاتضربوا لهم طبولهم.
انه ليحزننا اننا لانملك سوي صوتنا.. ورغم عدم كفايتة فلن نبخل به ضد الحرب والقتل ونرفضها تحت أي ذريعة كانت .. فالدولة دولة الشعوب هذه والمصير مصيرهم.. والحرب لاتفيد أي منهم.
لكن رفضنا لن يغني ولن يخفف عن أهلنا مأساتهم.. فلهم الله.
الحزب الليبرالي
ابراهيم نجيب الرئيس المكلف
13ابريل 2023