بيان الذكرى الثانية لثورة ديسمبر المجيدة

بعد مضى عامين على ذكرى الثورة و 20 شهرا على سقوط البشير
تمر علينا غدا الذكرى الثانية ليوم ١٩ ديسمبر.. اليوم الذي اشتد فيه غضب الشارع ووصل نقطة اللاعودة وسجل بداية النهاية لنظام أمتد قرابة الثلاثين عاما جاثما على صدورنا كسودانيين جعلنا كلنا كسودانيين نطمح لحياة تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة والأغلبية العظمى من شعبنا تحت وطأة الحروب والفقر والجهل والمرض.
إننا إذ ننظر لتلك الحقبة من زماننا فإننا نتذكرها بمزيج من الحزن والأمل.. حزن على ماضي ملئ بالأحزان وأمل في مستقبل أفضل وقد كان في توقعاتنا أن تحمل ثورة الشعب أملا أكبر من الذي تحقق إلى الآن… وإحتمالات أكبر لحياة أفضل لأجيال المستقبل التي تأتي والوضع الآن لايبشر بذلك للأسف الشديد.
وإذ نقدم كحزب لفتة تأريخية على ماضي أيامنا القليلة السابقة فيجب أن نتذكر أننا كحزب سياسي أيضا في موقع مسؤولية معنوية وثقافية وسياسية توجب علينا أن نتحمل بعض المسؤوليات عن الوضع القائم وفي ذلك يجب أن ننبه بفشلنا في بعض اهدافنا والتي كنا قد وضعناها على الاتي :
1. تغيير موازين القوى في مجلس قوى الحرية والتغيير لصالح ديناميكية سياسية أسرع في إتخاذ القرار وأكثر مهنية في التعامل مع القضايا الإقتصادية وإشراك كامل القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير قبل سقوط النظام في 11 أبريل 2020.. وفي ذلك فقد عملنا مع بعض القوى الحليفة والخصوم السياسيين وعقدنا الكثير من الاجتماعات واللقاءات… عرقلتنا الكثير من الأيدلوجيا والإفتراضات المسبقة وقضينا أوقاتا كثيرة نشرح لبعض القوى إسمنا وعملنا ليتم تفرقته عن أعمال ميادة سوار الذهب التي لاتنتمي لنا إلا بتشابه الأسماء وليس لها من الأعمال إلا زواج مشبوه ندفع نحن ثمنه نسبة لجهل بعض قوانا السياسية .. ورغم جهودنا الكبيرة التي تشاركتها مجموعة من شبابنا بكامل جهودهم فقد فشلنا في ذلك المسعى إلى الآن رغم رغبتنا الكبيرة في تحقيق هذا الهدف فيبدو أن خطواتنا في إصلاح قوي الحرية والتغيير لم تأتي بثمار كبيرة يقطفها شعبنا ولايمكننا فقط لوم خصومنا السياسيين في ذلك على تعنتهم بل نحن نلوم نفسنا هنا على عدم إيجاد الطريقة المثلى الى الآن .. ونقدم وعدنا بالمواصلة في هذا الجهد الي تحقيق نتيجة مرضية..
2. سعي الحزب لإقناع الحكومة الانتقالية بإتخاذ إجراءات سياسية إقتصادية أكثر راديكالية تهدف إلى مخاطبة المشاكل الإقتصادية كواحدة من أسوأ أنواع الكساد الاقتصادي economic depression… وهو توصيفنا ف الحزب لهذه المعضلة.. لكن مع حوجة بعض الأيدلوجيا الحاكمة لتخفيف الحقائق وقدرتها الأكبر منا في التاثير على الحكومة الانتقالية فقد تم التعامل مع معضلة السودان الاقتصادية ك(أزمة إقتصادية) بالعموم وكشئ عارض حديث النشوء مع تجاهل تام لحقائق الأمر العلمية منها والعملية.. مما أدى في نهايته إلى تواصل الكساد يوما بعد يوم مع شبه إنعدام للحلول الكاملة وتواصل التخدير والمعاملة الجانبية بدون مواجهة فقاعات البلاد الاقتصادية والتي سوف تؤدي إلى مزيد من الكساد بدون قاع للنهاية.. وسيؤدي ذلك لاحقا لفشل البلاد واستقرارها في دوامة الفوضى وتحطمها…
ومن بين كل خطواتنا كسياسيين فإننا نأسف أشده لهذه الحالة الاقتصادية ونحمل أنفسنا كثير مسؤولية في ضرورة النمو الحزبي وزيادة التأثير السياسي حتى نضمن دخول صوت العقل داخل دماغ حكومتنا وحتى يتم التعامل مع إقتصادنا بشكل مرضى..
وإذ نعرض هاتين النقطتين كأكبر نقاط ندمنا السياسي فإننا نبسط ونجمل الكثير في القليل.. أملا” في تبسيطه للمتلقي من شعبنا وتجنب الإسهاب غير الضروري.
مواطنونا الأعزاء :
تمر علينا ذكرى ديسمبر والبلاد تعيش أصعب فتراتها على الإطلاق وأكثرها قلقا على مستقبل الصغار والأطفال وعلى أحلام الشهداء والجرحي والمفقودين.. وإذ نتذكر ذلك مع الدعاوى الكثيفة لإستغلال هذه الذكرى في دفع مطالب الثورة إلى السطح مرة أخرى فإننا نود أن نؤكد أن مطالب الشارع هي الأعلى مشروعية والأكثر إلحاحا في التنفيذ ونود أن نوضح موقفنا من بعض النقاط :
١. الحزب يدعو لضرورة الإهتمام بمعاش الناس عبر توفير الفرص للنمو الإقتصادي وبناء طبقة وسطى في السودان يكون من شأن الدولة دفع الناس تجاهها وتحسين أوضاعهم الإقتصادية لوصولها.. لا يأتي هذا بدون سياسات إقتصادية شجاعة وقوية ومدروسة للأسف لانراها إلى الآن من حكومة الثورة
٢. ضرورة إستكمال هياكل السلطة الإنتقالية لتعمل بسلاسة تؤهلها للقيام بدورها المنوط وضرورة تكوين البرلمان في أسرع فرصة ممكنة مع التركيز على توفير نسبة مقاعد للشباب ولجان المقاومة والإبتعاد عن توزيع المقاعد كغنيمة حرب لصالح أحزاب قحت
٣.ضرورة عقد إنتخابات محلية في أسرع فرصة ممكنة نقترحها في الحزب الليبرالي بمدة عام واحد حتى يختار الشعب حكامه.. وحتى لاتختارهم القوى السياسية نيابة عن شعب السودان عن طريق المحاصصة
٣.ضرورة تنظيم الحياة العامة وبسط الدولة في كل أركان السودان والقضاء على كل ما شابها من سلوكيات وأنماط إتبعها حكم المؤتمر الوطني ولاتزال قائمة للأسف
إننا إذ نطالب بذلك نعي وسع القضية وتشعب كل مطلب منها للكثير من الإجراءات والقوانين ومظاهر الدولة في كل ركن منها.. كما نعي أن مناسبة ١٩ ديسمبر ليست الوحيدة المناسبة لتلك المطالب. لكنا نذكر بها حكومة قحت كما تذكر بها مواطنينا بالشارع وان الطريق نحو التغيير لايزال طويلا بعد مضى عاميين على بدايته
عاش نضال الشعب السوداني
المجد والخلود لشهدائنا ولذكري ثورة ديسمبر
الحزب الليبرالي
18 ديسمبر 2020
هذه المقالة كُتبت في التصنيف Bez kategorii. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *